عندما يعجز اللسان عن التعبير بما كان الحال خيرا أو شر، نجده يقول، "لا يسعني إلا..." كأن الدنيا ضاقت به و لم يبقى له إلا بضع كلمات ليتها تغني عن الكلام ...،
و أحيانا لا يجد اللسان إلا أن يملأ السماء صخبا، المهم أن تخرح الحروف و أين سقطت سقطت على الغالي أو الداني لا فرق أو ما وضعت من أثر...،
أما أن يتعلم اللسان الصمت عند المت و الكلام عند الكلام فمعدن صاحبه قليل و يكاد لا نجده أينما نسير...،
لا يهم متى نتكلم أو متى نسكت لكن المهم أن نجد على ماذا نتكلم و أن نعرف عن ما نتحدث فلا نملأ المكان صداعا للآخرين و لا نسد الآذان بالصمت الرهيب...،
فلكل إنسان فلسفة يمشي عليها يراها تناسبه و قد تناسب غيره مظهرا بظاهر تفكيره، كثيرا لا يقرأ أو على الأقل يستحضر عقله لقياس أثر أفعاله على غيره...،
أتعجب كثيرا من أفعالي حتى أقوالي و أقول لما فعلت هذا عجبا لما قلت هذا أليس خطأ، و هذا ليس عن نفسي فقط لكن أأكد أن غيري بحالي هذا...،
إلا أن يكون قد برمج عن الخطأ أو طفل، مراهق لا يقدر أعماله ويرى الأمور بخير حسب زاويته الضيقة للدنيا و ما حوله غير مراع بكلام سابقيه بالتجارب...،
لكن المهم أن نتعلم من أخطاءنا و نأخذ منها العبر لحياتنا، و حينا تأخذنا عزة النفس فلا نراجع تصرفاتنا هاته لا نعتذر و نعترف بالخطأ و لا نحاول اصلاح حتى خطئنا بل
نصبح مداومين عليه كأنه ادمان على الخطأ فنخلط بينه و بين الصح كأنه ضياع بغابة خضراء وافرة النعم نرى ما تجود به علينا لكن نبحث عن الخروج منها ...،
كذلك كثيرا ما ألتقي أفرادا تبادلني المودة لتنقلب علي لرأيها فقط لأن بنظرتها رأيها أهم و هي أعلى مني فلا تخطأ و لا تدري بل لا تقيس حتى مع من تتكلم...،
أليس إنسان له نفس؟ أيمكن أن يكون أوفر معرفة مني؟ هو أكبر سنا أقدر معرفة للدنيا خبرة؟
لا يهم لأن نفسه برمجت على الخطأ ربما أكون أنا المخطأ أو لما لسنا مخطئين أو على صواب بنفس الوقت ؟؟
فلكل منا حاله و أوضاعه التي عاشيها و يعايشها في ضوء مجتمعات مختلفة...،
قد تكون كلمات عكس الكلمات التي ألفها و هكذا العكس، أو تكون التعاريف التي كسبها لا تشابه ما تعلمت؟ ربما !!
المهم تعلمنا أن الناس معادن قبل أن تكون أعمار أو أوصاف بالحياة، هناك من تربى على النعمة و هناك من فتح عينيه على الشقاء و هناك من اجتهد و يوجد من لا يجد إلا
التلذذ بالكسل و لا تهمه النتائج...،
كثيرا كثيرا كثيرا أقول الحمد لله أتعلم كثيرا من غيري قبل نفسي التي قد تغيرها شرها، عنصريتها و غرورها، لكن أن لا أعالج هاته الأخطاء بما كسبت هنا الغلط ...،
قد نواجه الكبير و الصغير، إما نكون ندا لند، حليفا لحليف، أو مجرد عبورا سبيل فقط...، أن ننساق لرأينا بدون الرجوع لري من نأمن رأيهم ترجعنا للخطأ...،
أن نرجع ضد من أحببنا لغاية بأنفسنا و أن نخون عندما نريد و نرجع كأن الأمر لم يكن خيانة لأنفسنا...،
أن نغدر بالصديق أو الرفيق من أجل لحظات للنصر أو الفرح فقدان لللجميع...،
ما هي مشكلتنا حقا؟!! أنخلق المشاكل أم نبحث عن المشاكل أو المشاكل هي التي تأتي إلى أيدينا و تحت أرجلنا؟!!
سمعت مرة أن الإنسان يتلذذ بمآسي الإنسان الآخر و كم من مرة استمتعنا بحوادث غيرنا عبر التلفاز أليس صحيح ؟!، ألم نضع أنه يمكن أن نكون بمكانه مرة أو فقط للحظة..،
لما لا نأخذ المواقف و نضبط أمورنا؟ لما لا نقدر ما نفعل و نقدر ضروف غيرنا؟
أنكثر السؤال من أجل فقط البحث عن حجج لأنفسنا ابتعادا عن الاحراج و يكفي أن نقول فكرنا بالأمر و نحاول أن نصل كي لا نصيب غيرنا من جديد...،
لا نبحث عن الجواب أصلا عن تساؤلاتنا...،
جف القلم و أي قلم ...،
قلم عقولنا و أفئدتنا لأن قلم حبرنا نشحنه من جديد فيعود سيالا بالحبر يملأ الصفحات أو الأولى فهي نهايتها إن لم تشحن بالعزائم ...،
أحيانا نبحث عن حلو المقال من أجل المقام و أحيانا حلو المقام من أجل ابداع المقال، و لكل مقام مقال بما تجود به عقول الإنسان ببديع الفكر و الأقوال...،
THEMAGIC
موضوع: رد: جفت الاقلام الخميس فبراير 11, 2010 6:50 am
موضوع رائع جدا ...بارك الله فيك اختي الغالية ...مشكووووور